________________________________________
دعا لي .. فنجوت برحمة الله ثم بدعوته ..!
*** *** ***
ذات يوم .. انتهت محاضراتي ..
أخذت أجمع المذكرات .. هممت بالرحيل ..
خرجت من الجامعة .. ركبت سيارتي ..
عندما أردت تشغيل المحرك .. فاجأني أحد الشباب قائلا :
ممكن مساعدة ..!
نظرت في وجهه .. إنه شاب ..!
في مقتبل العمر .. النور يشع من وجهه
والحياء سمته .. واللحية تكسو عوارضه ..
ما أجمل هذا المنظر ..!
سألته بذهول : ما خطبك ؟ ما ذا حدث لك ؟
أجابني : تعطل محرك سيارتي .. وأحتاج إلى مساعدتك ..
نزلت من سيارتي قبل أن أدير محركها ..
ألقيت نظرة على سيارته .. حاولت تشغيلها ..!
لكن لم تجدِ محاولتي نفعا ..
تذكرت أني أضع ( اشتراكا ) في ( شنطة ) سيارتي ..
فتحت الشنطة .. أخذت الإشتراك .. أوصلته بين المحركين ..
أدرت محرك سيارتي ..
انتظرت فترة تقارب العشرة دقائق ..
طلبت منه أن يدير محرك سيارته ..
بعد محاولتين .. دار المحرك ..
أخذ الشاب يغرقني بالشكر ..
قلت له أشكر الله وادع لي ..
دعا لي .. قال بالحرف الواحد :
أسأل الله أن يحفظك ويوفقك ..
ركبت سيارتي .. وتركته خلفي ..
استقليت الخط السريع , المؤدي إلى ( البكيرية )
بعد ما يقارب الخمس دقائق ..
وقفت لأصلي .. ثم أكملت مشواري ..
عندما قطعت نصف المسافة ..
تجاوزني سائق الـلكزس بسرعة جنونية ..!
ويا للمفاجأة ..!
انفجر الإطار الأمامي الأيمن لسيارته ..
أخذت تدور هنا وهناك ..
كنت أسمع أصوات الإصطدام هنا وهناك ..
اصطدمت بالسياج الفاصل بين الطريقين ..
ما هي إلا ثواني حتى مرت أمامي كالبرق ..!
كنت أسير بسرعة ( 140 كيلو في الساعة )
أغمضت عيني .. أيقنت بالهلاك ..
وما هي إلا ثانية .. بل جزء منها ..
وإذا بي أبتعد عنها ..
::
::
لم يكد يفصل بيني وبينها إلا بعض ( السنتيمترات ) ..
ومن ثم الإصطدام ..!
لم تكن مهارتي في القيادة هي من أنقذتني ..
لم تكن سرعتي في القيادة تشفع لي ..
إنها رحمة الله ..
إنها دعوة ذاك الشاب ..
إنها دعوته .
هلالي .. حررت يوم 15 / 6 / 1429 هـ
منقول