هارون الرشيد , الخليفة العباسي المشهور .. الذي يحكى عنه أنه كان يحج عاما ويغزو عاما ..
وصله في أحد الأيام خطاب طويل من ملك الروم " نقفور " كان هذا الخطاب كثير الكلمات والحروف
يسب ويشتم ويلعن هارون الرشيد والمسلمين ويهدد ويتوعد بإرسال جيش يسحق المسلمين وينهي
دولتهم إلى الأبد ويصل إلى الكعبة الشريفة ليكتسحها ويهدمها !! أرسل هذا الشتم والسب لهارون
الرشيد فلما قرأه استشاط غضبا .. لكنه سرعان ما التفت إلى كاتبه قائلا: " أكتب خلف الرسالة
(لا يريد أن يرسل له خطابا في ورقة جديدة استحقاراً له ) قال : اكتب خلف الكتاب :من هارون
الرشيد أمير المؤمنين إلى كلب الروم !! أما بعد , فإن الجواب ما ترى لا ما تسمع , و السلام على
من اتبع الهدى !
ثلاث كلمات فقط أرسلها له "إن الجواب ما ترى لا ما تسمع !" ثم خرج هارون الرشيد بعدها
ونادى في الناس : الجهاد ! الجهاد !فجتمع الناس جماعات ووحدانا وخلال وقت قصير اجتمع الجيش
فقادها بنفسه إلى أين ؟ إلى " نقفور " ملك الروم نفسه ! ليصل إليه بعد أنيفتح البلاد تلو البلاد
والقرى تلو القرى إلى أن وصل إلى عاصمة نقفور وحاصرها وشد عليهم الحصار ! بل حلف أن
لا يرجع إلا برأس نقفور ! أعطاه الروم ما شاء من المال و الذهب لكنه أبى ورفض حتى قام الروم
ب نقلاب على نقفور وسلموا رأسه إلى هارون الرشيد ! .. ثم دفعوا له الجزية أذلة صاغرين
وعاد ( رحمه الله ) منتصرا قويا إلى بلاده وقد رفع راية الإسلام والحق عاليا .
ولكن ماذا حل بنا في هذا الوقت ؟ !
في هذا الزمان يصرخون في كل مكان ولكن لا من مجيب ... يصرخون في " غزة " و " لبنان "
و " العراق " و "بورما " و "الفلبين" و" دارفور" و الشيشان" و "افغانستان".. يصرخون
لكن لا مجيب .. لا هارون ولا معتصم !
(من شريط :قصص لا تنسى للشيخ إبراهيم الفارس )